KOLOM  

انجازات شباب المسلمين الإندونيسيين عصرالاستقلال نحو تقدم الأمة في الحاضر والمستقبل

Ustadz Fathur Rahman (Ketua PC Jam’iyyatul Qurra’ Wal Huffazh NU Kabupaten Mojokerto, Ketua Yayasan Sosial & Humaniora (YASMANIORA) Al-Hidayah Kemantren Gedeg Mojokerto, Alumni PIQ Singosari Malang dan King Sa’ud University Riyadh Arab Saudi)

 

لا شك أن التاريخ قد سجل الشباب حركاتهم وانجازاتهم البنّاءة لتقدم الأمة – حضارةً وثقافةً –  كجزء من الداعمين الذين يدعمون سيرتها نحو التقدم المثالي حسيّا كان أم معنويا.كما لا ينبغي لفت النظر أن الشباب عند نظر تاريخ الإسلام قاموا بدورهم العظيم في تحقيق إعلاء كلمات الله على الأرض. فهذا إمام المرسلين وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم، كم لقي في سبيل الدعوة إلى الله من أذىً وأساليب متباينة، جاهد في الله حق جهاده، حتى جاء نصر الله والفتح، وقامت دولة الإسلام عزيزة كريمة، فما مضت الأيام والليالي إلا وقد تخرَّج في مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم شباباً يُحبِّون التفاني، ويبذلون الجهد حتى بلغ هذا الدين مبلغه، فرسول الله صلى الله عليه وسلم حينما أُوحي إليه بتبليغ الرسالة كان في سن الأربعين،  وكان أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه أصغر من النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث سنوات. وكان عمر بن الخطاب الفاروق رضي الله عنه وأرضاه عمره حين أسلم سبعاً وعشرين عاماً، وعثمان رضي الله عنه وأرضاه كان أصغر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي رضي الله عنه وأرضاه كان أصغر من الجميع، وهكذا بقية الصحابة رضي الله عنهم كانوا شباباً مثل: عبد الله بن مسعود ، وسعيد بن زيد ، وعبد الرحمن بن عوف ، وبلال بن رباح ، ومصعب بن عمير ، وكثيرٌ وكثير من أولئك الشباب الذين حقق الله على أيديهم النصر؛ ففتحوا الفتوحات لاشك أنهم الشباب.

          بينما كان في مجال استقلال إندونيسيا نعرف أبطال المسلمين ذوي حماسة وجهود وروح الجهاد لمواجهة المحتلين الملعونين فأكثرهم من أيدي الشباب. فنذكر هنا القائد سودرمان الذي يقود الجيوش الشعبية على سبيل الجهاد التجاولي بين مكان إلى مكان وبين غابة إلى غابة ولا يزال عمره في التاسع وعشرين. كما يتم جهود الكياهي الحاج واجد هاشم على سبيل الجهاد الديبلوماسي كعضو من أعضاء BPUPKI (Badan Penyelidik Usaha-Usaha Persiapan Kemerdekaan Indonesia)  و PPKI (Panitia Persiapan Kemerdekaan Indonesia) حيث كان من أبرز جهوده تنسيق النسخة الأصلية من بنشاسيلا مع اللجنة المعينة كان عمره ثلاثين. وغيره من شباب الأبطال لم ندكر اسماءهم هنا.

          وفي عصرنا الحاضر عصر الاستقلال يكون شباب المسلمين الأندونيسيين – بصفة عامة – مرتقي المستوى الذكي والتعليمي والإعلامي. فهذا هو نقطة مهمة يمتازون بها عن غيرهم بالنسبة لبناء تقدم الأمة، علماً بأن شريعة ديننا تتماشى تماشي الأزمان سرمداً، وتغيُّر سلوكيات الناس عامة والمسلمين خاصة دينيّا واجتماعيّا قد أقبل. فوضع الشباب هنا يحلّ محلاًّ استراتيجيا في تلوينهم نحو الإسلام الجاد والمسلمين المتقدّمين.

صور من حياة الشباب في العصر الحديث وتحدياتهم

          إن عصر العولمة يؤثر حياة الشباب وسلوكياتهم تأثيرا عظيما في شتّى مجالات الحياة اليومية. وهذا التأثير قد يكون إيجابيّا وقد يكون سلبيّا، فمجيئه كموج يلفّ ماء البحر لفّا شديدا. نذكر هنا مثلا من جانب التقنية كأبرز التقدّم في هذا العصر  حيث تعدّ اختراعا من اختراعات عصرية تتطوّر في عصرنا هذا تطوّرا عجيبا بأشكالها المتنوّعة من الجوّال والحاسب الآلي والتلفاز والإنترنت والتواصل الاجتماعي وغيرها، ستصبح هذه الأشكال من التقنية صالحة للأمة لدى الشباب ذوي عقل سليم نقيّ،  هذا الذي أعني بالتأثير الإيجابيّ، وبالعكس ستصبح فاسدة لهم على أيدي الشباب ذوي أخلاق غير صالح، وهذا يعتبر بالتأثير السلبيّ. إذن بين الشباب والتقنية علاقة متينة بالنسبة لبناء الأمة نحو أمة متقدمة.

          وهناك صورة أخرى، من الشباب يريدون أن يكونوا مثاليين وأن يرتقوا إلى المستوى الممدوح المطلوب في الالتزام وغيره، وهذا أمل طموح، لكن الإسلام – بصفة عامة – منهج واقعي، منهج يتعامل مع الإنسان بما فيه من جوانب إيجابية وما فيه من جوانب سلبية، والحديث المشهور الذي يقول: “لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وأتى بقوم يذنبون ويستغفرون” (مانع الجهني: 1423 هــ)

          فمنهج الإسلام منهج عملي لا يطالب الناس بأكثر مما يستطيعون، (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها). في الوقت نفسه أيضا الإسلام قدّر أن الشباب فترة صبوة وفترة نزوة، حتى ورد في الحديث : “إن الله ليعجب من الشاب الذي ليس له نزوة أو صبوة”، أو كما جاء في الحديث. فهذه الأمور لم يستبعدها الإسلام، ولم يغفلها أيضا من فهموا الإسلام بالشكل المطلوب. والشباب يحتاجون إلى تربية، يحتاجون إلى أن يعدّوا، والإسلام هو أفضل مناهج التربية. لكن الذي يحصل أحياناً أنه ربما لا يؤخذ منه إلا جوانب بسيطة أو جوانب قد تقتصر على مجال العبادات، بينما الإسلام منهج حياة متكامل في مجال ترفيه الأمة، وفي مجال العمل، وفي مجال النشاط الاجتماعي، والمناشط الأخرى. ولو طبق هذا المنهج المتكامل في مجال التربية والتعليم مثلا ستصبح شيئا مهما لديهم. فإن تقدم الأمة تتبنّى من على مدى تقدم التربية والتعليم فيها، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: “من أراد الدنيا فعليه بالعلم ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أرادهما فعليه بالعلم”. نلفت إلى الدول المتقدمة حيث يكون مستوى تربيتها وتعليمها أجود وأرفع من غيرها من الدول النامية أو الدول الفقيرة. ومثل ذلك، كان المسلمون قد وصلوا إلى تلك النقطة (المرحلة) الباهرة في مدة تتراوح بين القرن الثامن الميلادي إلى القرن الرابع عشر الميلادي حين ولّى المسلمين خلافة عباسية في الشرق (بغداد) وخلافة أموية في الغرب (قرطبة)، ذلك لأنهم – مع مشاركة ودعم الخليفة – قدروا أن ينفّذوا ما في القرآن الكريم من التعاليم العلمية السامية والقيم الرشيدة تنفيذاً عمليّاً في حياتهم اليومية. فلا غرابة أنهم استفادوا من علماء الغرب خاصة علماء يونان وحقّقوا ما حصلوه بأن ترجموا كتبهم العلمية إلى اللغة العربية، كما أنهم قد ابتعثوا علماءهم إلى بلدهم للتعلم والاستفادة (Faisal Ismail, 2003). وقد اصطلح ذلك محمد بن شاكر الشريف هذا التعلم وهذه الاستفادة بالرحلة في طلب العلم (الشريف، 1427 هــ – 2006 م).

بناءً على ذلك فإن شباب المسلمين خاصة بإندونيسيا الآن يواجهون التحدي لإعادة روح التقدّم العلميّ لدى الأمة المسلمة مثل ما وصلت إليه أسلافهم، لكونهم وكلاء لتغيير وضع الأمة. وذلك بأن يضعون أنفسهم قدوة للناس الآخرين، يزرعون لهم القيم الإدراكية في فهم أساليب التربية الإسلامية الصحيحة. صرّح فيصل إسماعيل في كتابه “مستقبل التربية الإسلامية” : إن عملية التربية الإسلامية ونظامها عند نظر الإسلام توصف بصفة حوارية وابتكارية وانفتاحية، بمعنى أن الإسلام يقبل أيّ نوع من خزائن علمية ومن أي مصدر تصدر، لذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يأمر أمته بأن يطلبوا العلم ولو بالصين (Faisal Ismail, 2003). ومن هنا، فلا مجال لمن أراد أن يجعل الإسلام من جانبه التربوي والتعليمي شيئاً خاصّا (Exclusive) لا يقبل الآخر.

 هذا ونسأل الله أن يوفق شبابنا إلى خلوص خدمة الأمة في أي مجال نحو تقدمها ممر الدهور كما أن يجعل بلدتنا إندونيسيا بلدة طيبة وربا غفورا. والله أعلم.

 Kosa Kata :

Media Sosial:والتواصل الاجتماعيKiprah:انجازات
Pengaruh positif:التأثير الإيجابيّKini dan esok:الحاضر والمستقبل
Pengaruh negatif:التأثير السلبيّEra Kemerdekaan:عصرالاستقلال
Sistem Realistis:منهج واقعيMenopang:يدعمون
Masa membutuhkan kasih sayang:صبوةdiabaikan:لفت النظر
Masa untuk membuat lompatan:نزوةBekerja keras:التفاني
Menyejahterakan umat:ترفيه الأمةPara penjajah:المحتلين
Sistem saling melengkapi/Integrasi:المنهج المتكاملBergerilya:الجهاد التجاولي
Kita perhatikan:نلفتMenyusun/Merangkai:تنسيق
Berkisar:تتراوحEra Globalisasi:عصر العولمة
Mereka melaksanakan:نفّذواTeknologi:التقنية
Mereka mendelegasikan:ابتعثواSebagai kemajuan yang paling nampak:كأبرز التقدّم
Tantangan:التحديPenemuan:اختراعا
Interaktif, Kreatif dan Inklusif:حوارية وابتكارية وانفتاحيةHandphone:الجوّال
Kemurnian:خلوصKomputer:الحاسب الآلي
   Teladan/Ideal:المثاليين

 

 

Daftar Bacaan :

Faisal Amir, Islamic Traditionalism in Indonesia

Faisal Amir, مستقبل التربية الإسلامية

Muhammad Syakir as-Syarif, نحو تربية اسلامية راشدة من الطفولة حتى البلوغ

Dr. Abdurrahman Ra’fat Al-Basya, صور من حياة الصحابة

Dr. Mani’ bin Hamad Al-Juhni, معالم القص

https://www.merdeka.com/peristiwa/4-pemuda-paling-berpengaruh-selama-perang-kemerdekaan-indonesia.html

https://id.wikipedia.org/wiki/Wahid_Hasjim